بدأت قصتي مع السمكة المشوية الموضح بالصورة والتي عملتها بنفسي وشويتها على طريقتي الخاصة بعد تقريبا الانتهاء من أزمة ارتفاع أسعار لبعض المخابز المحلية ( أزمة الصمون ) والتي لم تدم طويلا فربما كانت لمدة يوم أو ليومين بعد حملة المقاطعة التي شنها بعض من أفراد المجتمع في الصحف المحلية أو في قنوات التواصل الاجتماعي وهذه الحملة فقط كانت على مستوى الإحساء لأن المناطق الأخرى تقبلت الأسعار الجديدة لكون أن هناك من يفوق هذه الأسعار من شركات أخرى وربما تصل إلى الضعف من السعر !
شاهد القصة كانت نفسيتي مفتوحة لأن أأكل سمكا مشويا فذهبت إلى أحد المحال التي يديرها أحد العمالة الوافدة وكان ذلك يوم الجمعة وفي اليوم الرابع من بدأ حملة ارتفاع أسعار المخابز , فقد كانت الحملة والنقاش عن المقاطعة يدوي في رأسي فعندما دخلت لمحل الأسماك طلبت سمك الكنعد فأجابني بائع السمك " مقاطعة " فحدثت عندي ردة فعل وقلت أووه حتى الأسماك فيها مقاطعة حتى أنت علموك مقاطعة ؟ فأسترسل وقال " أنت تبقي تشتري سمك كنعد مقطع وإلا كامل " ؟! هنا قلت له فكري راح بعيد فقلت هذه فائدة النحو العربي بالرفع والضم والكسر والجزم ! عموما خلينا من النحو والمقاطعة , كم أسعارك ؟ قال المقطع 60 ريال والكامل 45 ريال ! قلت يا بلاش صحيح ما في فرق بالسعر بس 15 ريال والمشكلة هذا سمك كنعد لن تتغير مقطعة أو كاملة , ولهذا خليها عندك أذا فيك خير أشترها أنت وخليها عندك حتى تتعفن وتفسد ! فمباشرة ذهبت لغيره وأخذت سمك " فسكر " والتي تم تنفيذ مشروع الشواء عليها وإدخالها بالفرن لتصبح كما هي بالصورة .
هنا وبطريقتي الخاصة عملت نوعا من المقاطعة ولكن بدون أثارة الفتن أو التشهير بصاحب السمك أو بجعل نفسي بطلا لأنفرد بموضوع مخصص وعمل حملة ضد هذا المنتج فلو عملت معاندة لنفسي لكانت هناك كل يوم مقاطعة وربما مثل ما يعطي الطبيب علاجا لمريض بأن يستخدمه ثلاث مرات باليوم , فكل فترة يجب علي أن أعمل شوشرة وضجة إعلامية بعنوان " مقاطعة " حتى يمل الناس من فكري وذلك بسبب أن أغلب بل ربما كل البضائع الاستهلاكية يرتفع سعرها وينزل وبشكل يومي فلا أعلم لماذا نتجه لاختيار منتج معين ولفترة زمنية محدودة لا تتجاوز الشهر وبعد هذه الضجة الإعلامية نتقبل الأمر لنشتري كل ما عملنا عليه عنوان مقاطعة لنشتريه رغما عن أنوفنا !
فكرتي دائما هي البحث عن البديل ويجب أن يكون البديل أفضل في الجودة أو مقارب للسعر وأن يوفي كامل الشروط وأن عملت مقاطعة وحتى وأن كانت صامته فيجب علي أن أتركها للأبد إلا أذا تغير وضعها وأصبحت بنفس السعر الذي أرغب به , وأن لا أكون إمعة أقاطع فترة معينة ثم أرجع وأشتري بنفس السعر أو أقاطع منتج لم يرفع سعره لبلد معين لأن بعض هذه الأعمال ربما تضرني بدل أن تنفعني , فبعد أن تنتهي المقاطعة المحددة يقوم تاجر تلك الشركة برفع سعره ليعوض ما خسره من عناد البعض ويصبح المتضرر الأول والأخير هو من يحتاج تلك السلعة والمستفيد هو صاحب المنتج !
كل شيء نعمل له صيحة وضجة إعلامية لا يعجبنا لفترة من الزمن وربما سوف يأتي يوما لنقوم بمقاطعة الهواء الذي نتنفسه كما حدث في مقاطعة بعض المواقع الكترونية والتي يستفاد منها علميا أو اجتماعيا وهي تعتبر المتنفس الوحيد لكم يا عرب فلو أن قامت تلك الشركات بقطع تلك الخدمات عن وصولها لبلادكم لعض بعضكم أصابع الندم بسبب أجراء أتخذ وبدون تأمل عن الأضرار التي قد تنعكس عليكم .
عموما من تنازل وتراجع عن رفع الأسعار سوف يرجع يوما وبقوة للسعر الذي يرغب فيه لأنه قد تضرر من رفع المواد الأساسية كما تضرر بكثرة الاتصالات التي كانت تشتمه وتهينه وبأنه لا يخاف الله من كثير من أبناء المجتمع , فلا نعلم من أعطاهم الحق بعمل تلك الاتصالات ومضايقهم حتى في أنصاف الليالي ! فنقول لتلك الزمرة من اليوم فصاعد أبحثوا عن البديل والتكيف معه حتى تستمتعوا بالطعم اللذيذ المحبب لكم كما استمتعت أنا بالسمكة المشوية , فلن أموت أذا لم أأكل سمك كنعد أو غيره , فالبدائل دائما موجودة وتفي بالغرض !
" الإنسان مخير وليس مسير , له عقل وحواس بإمكانه أن يوظفهم فيما يرضي الله سبحانه وتعالى والبحث عن كيفية العيش والتكيف مع الظروف المحيط به , فلا ينتظر أن تملى عليه سبل العيش ليعيش وفق رغبة الآخرين وليس لرغبته الخاصة "
Abin Ali
Abin Ali
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق