لقد كان يوما عصيبا وشاق وهو بطبيعة الحال لم ولن يختلف عن غيره وعن سائر أيام السنة فربما زاد من الطين بله عندما اخترته لكون ليس هناك متسعا من الوقت وهو اليوم المتبقي من أجازتي السنوية والتي قضيتها وبأكملها في قضاء أموري الشخصية .
بدأ المشوار في تمام الساعة العاشرة صباحا وقد كانت الواجهة إلى محطة الفحص الدوري وقد كان الطابور إلى خارج مبنى المحطة , وصلت إلى بوابة مقر الفحص وكانت الساعة الحادية عشر والنصف وفجأة يخرج أحد الموظفين ليغلق البوابة " حان موعد الصلاة " ! أذن لا مفر للمراجعين من الرجوع للخلف أو التقدم إلى الأمام فأخذ بعضهم يتكئ في سيارته والآخر يبحث عن ظل يحميه من حرارة الشمس وآخر يبحث عن ماء للشرب وآخر توجه للمسجد للصلاة حتى وبعد ما قضيت الصلاة الأبواب لا تزال مغلقة إلى أن أستمر الوضع لمدة 45 دقيقة لتفتح أبواب الفرج ويتنفس المتواجدون الصعداء وانتهى ذلك المشوار في حدود الساعة الواحدة ظهرا .
كانت المحطة الثانية إلى الاتصالات السعودية وحتى أختصر الوقت وأبتعد عن التوقف لصلاة العصر وصلت إلى المبنى في تمام الساعة الثانية فاتجهت إلى جهاز الأرقام فرأيته معطل سألت عن الأرقام للانتظار تم أخباري بعد الصلاة ! ففي هذه المحطة بدأت فترة التوقف للصلاة مبكرة وقبل الساعة الثانية , فلم يكن هناك حل إلا أن أنتظر حتى بعد صلاة العصر والذي انتهى في تمام الساعة الثالثة وخمسة وعشرون دقيقة أي أستغرق وقت الصلاة أكثر من 90 دقيقة إلى حين أن اخذ الموظفون أماكنهم على كل مكتب أصبحت الساعة الثالثة والنصف ! تقدم علي أحد المراجعين بالرغم من أنني ومن المفترض أول مراجع إلى أن أتى دوري ولسوء الحظ تعطل النظام إلى أن انتهيت الساعة الرابعة والربع !
كان لي موعد مع أحد الورش وحتى أتجنب وقت صلاة المغرب أسرعت واختصرت الطريق إلى أن وصلت قبل الصلاة بعشر دقائق وفي هذه الأثناء تم أغلاف أبواب الورشة وكنت بداخلها وتم إغلاق كل الإنارة ! فقد كان المكان موحشا من الظلام فأخذ عمال تلك الورشة من الجلوس كلا في ركن لا يعملون حتى انتهى وقت الصلاة , أستغرق وقت لفحص السيارة حتى طلب مني إحضار قطع غيار فذهبت وبكل تأكيد لن يفوتني التوقف لأداء صلاة العشاء !
مسألة التوقف للصلاة أصبحت ذريعة للبعض سواء كانت للمؤسسة خاصة أو حكومية أو غيرها لتضييع الوقت وخاصة أذا انعدمت الرقابة من قبل المسئولين , فهناك وقت ضائع ومهدور للمواطن المراجع يستقله بعض الموظفين وخاصة الذين يتقاضون رواتب وكل ذلك بذريعة تأدية الصلاة , حتى أصبح وقت البريك أو الراحة لبعض الموظفين أو تناول الأكل محسوب تحت أجندة الصلاة .
هذه الممارسات لوحظت في كثير من الدوائر الحكومية , والدائر التي تؤدي خدمات للمواطن , والبنوك , والمستشفيات , والمستوصفات الخاصة , والأسواق التجارية , وكل ما يحتاجه الموطن حتى أصبح بعض التعامل في هذا المجال إلى أهانت المواطن كرميه في الشمس المحرقة أو طرد النساء من المحال التجارية أو ترك المراجعين في الطوابير بدون صلاة ومن يمثل ذلك المكان يذهب هو ليؤدي صلاته .
أمر الصلاة هذا لا نقاش فيه فهو ركنا واجب على كل مسلم ومسلمة ولكن ما يدعوا إلى الريبة والقلق من يتخذ هذه الشعيرة بالتلاعب والتي تقدر بساعات طويلة تهدر وتضيع وبدون أن يقوم المسئولين بتعيين وقت محدد لها , فتأدية الصلاة لا تستغرق الخمسة عشر دقيقة ! ولكن هناك من يتهم الصلاة بتأخير المهام وهذا بسبب الممارسات الخاطئة التي يستقلها البعض في تأدية أموره الخاصة , فلا نعلم أن كانت هذه عبادة أو عمل قد يؤثم عليها صاحبها وربما تشوه الدين الإسلامي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق