الاثنين، 28 يناير 2013

أسلوبك ساخر





ربما في كثير من الأحيان أستخدم هذا الأسلوب في بعض كتاباتي أو مناقشاتي وربما قد يتضجر منها البعض أو لا يقبلها ظنا منه أن هذا الأسلوب أسلوب إسقاط للشخصية أو التهريج أو تحقير الغير وذلك لعدم تناوله للموضوع بشكل كامل أو ربما يأخذ مفردات من الكلمات ولا يترجم المضمون من الحديث فيقع في فخ قد يغيظه بسبب لا شيء ويقع في دوامة قد يصعب عليه الخروج منها .

يرجع تاريخ الأسلوب الساخر في الكتابة إلى مئات السنين وربما كان الفراعنة قد استخدموه في بعض كتاباتهم وهذا ما تم اكتشافه من واقع الرسومات الموجودة , فهذا الفن من الكتابة ليس حديث عصره بل هناك من الفلاسفة والكتاب والأدباء كانوا يستخدمون هذا الأسلوب لكل كاتب أو أديب في مجاله .

ويعرف الأسلوب الساخر بأنه تسليط الضوء على مشاكل المجتمع والقضايا السياسية وطرحها ومعالجتها بشكل ساخر .

وهذا الأسلوب عادة يكون مطعم بجرعة من الضحك سواء على الذات أو مشكلات الإنسان بغرض تناسي الهموم والمشكلات والتحايل عليها بحيث لا ينحدر هذا الأسلوب إلى مستوى النكتة أو التهريج . ومن أهم ضوابط الكتابة في هذا المجال هو الحرص ثم الحرص على أن لا يسقط ذلك الكاتب في فخ الابتذال والإساءة بالآخرين والنيل من مشاعرهم وشخصياتهم .

ومن الطرق التي يتم توصيل الفكرة واستخدام الأسلوب والكتابة الساخرة أما عن طريق الكتابة سواء في كتب أو مجلات أو جرائد وأيضا تتم عن طريق المسرح أو عن طريق الرسم الكاركاتيري .

أما عن الخطوط الحمراء التي يجب تجنبها حين استخدام هذا الأسلوب في المشاعر الدينية أو انتقاد لخارج القطر وبشخصيات أو مجتمعات أخرى كما يفعل في بعض المسرحيات الساخرة الساقطة والتي همها الوحيد جمع المال بدون توصيل رسالة معينة فيدخل فيها مسألة الهرج والمرج .

من رواد هذا المجال وأشهرهم :-

محمود السعدني ويطلق عليه أمير دولة الكتابة الساخرة وقد وهب حياته لأجل الكلمة الصادقة وتفرد بأسلوبه الساخر الذي يقدم هموم المواطن بصورة باسمة .

مارك توين "Mark Twain  " وأسمه الحقيقي صمويل لانغهورن كليمنس وقد وصف بعد وفاته بأنه " أعظم الأمريكيين في عصره "

جون باتيست بوكلان الملقب بموليير وقد كان مؤلف كوميدي مسرحي وشاعر فرنسي

جيمس برانش كابل

إسلام نعيم إبراهيم جاويش هو كاتب ومؤلف ورسام كاريكاتير مصري  مصمم لأغلفة الكتب الأدبية، كانت بداية إسلام جاويش في عالم التدوين والمدونات واستطاع أن يجذب إليه عدد من الجمهور، ثم زاد من نشاطه في فن الكاريكاتير

  يعقوب روفائيل صنوع' أحد رواد المسرح المصري والصحافة المصرية الساخرة

وفي الأدب برز جورج برنارد شو كاتب أيرلندي وهو من أشهر الكتاب في الأدب والمسرح الساخر وله مقولات ومقتبسات ساخرة كثير

هناك الكثير من الكتاب والفلاسفة التي عملت بهذا المجال من الشرق والغرب وقد سماه البعض بالأدب خفيف الدم لسهولة توصيل الفكرة إلى المجتمع بعكس الكتابة الرسمية والتي يطلق عليها بثقيلة الدم عند البعض , هذا الأسلوب أيضا يستخدم من قبل الفقهاء وطلاب العلم في بعض محاضراتهم الدينية أو بعض الخطب بالرغم من أن الطابع الرسمي على تلك الخطب هو من يتفوق على ذلك الخطاب ولكن لا يخلوا بعض من حديثهم من نشر البسمة بين الحضور وبدون خدش أو إسقاط لحق من حقوق المجتمع أو إسقاط ذلك الخطاب وقلبه للنكات والتهريج .


                                                                                                                                         Abin Ali

الجمعة، 11 يناير 2013

مقاطعة





بدأت قصتي مع السمكة المشوية الموضح بالصورة والتي عملتها بنفسي وشويتها على طريقتي الخاصة بعد تقريبا الانتهاء من أزمة ارتفاع أسعار لبعض المخابز المحلية ( أزمة الصمون ) والتي لم تدم طويلا فربما كانت لمدة يوم أو ليومين بعد حملة المقاطعة التي شنها بعض من أفراد المجتمع في الصحف المحلية أو في قنوات التواصل الاجتماعي  وهذه الحملة فقط كانت على مستوى الإحساء لأن المناطق الأخرى تقبلت الأسعار الجديدة لكون أن هناك من يفوق هذه الأسعار من شركات أخرى وربما تصل إلى الضعف من السعر !

شاهد القصة كانت نفسيتي مفتوحة لأن أأكل سمكا مشويا فذهبت إلى أحد المحال التي يديرها أحد العمالة الوافدة وكان ذلك يوم الجمعة وفي اليوم الرابع من بدأ حملة ارتفاع أسعار المخابز , فقد كانت الحملة والنقاش عن المقاطعة يدوي في رأسي فعندما دخلت لمحل الأسماك طلبت سمك الكنعد فأجابني بائع السمك  " مقاطعة " فحدثت عندي ردة فعل وقلت أووه حتى الأسماك فيها مقاطعة حتى أنت علموك مقاطعة ؟ فأسترسل وقال " أنت تبقي تشتري سمك كنعد مقطع وإلا كامل " ؟! هنا قلت له فكري راح بعيد فقلت هذه فائدة النحو العربي بالرفع والضم والكسر والجزم ! عموما خلينا من النحو والمقاطعة , كم أسعارك ؟ قال المقطع 60 ريال والكامل 45 ريال ! قلت يا بلاش صحيح ما في فرق بالسعر بس 15 ريال والمشكلة هذا سمك كنعد لن تتغير مقطعة أو كاملة , ولهذا خليها عندك أذا فيك خير أشترها أنت وخليها عندك حتى تتعفن وتفسد ! فمباشرة ذهبت لغيره وأخذت سمك " فسكر " والتي تم تنفيذ مشروع الشواء عليها وإدخالها بالفرن لتصبح كما هي بالصورة .

هنا وبطريقتي الخاصة عملت نوعا من المقاطعة ولكن بدون أثارة الفتن أو التشهير بصاحب السمك أو بجعل نفسي بطلا لأنفرد بموضوع مخصص وعمل حملة ضد هذا المنتج فلو عملت معاندة لنفسي لكانت هناك كل يوم مقاطعة وربما مثل ما يعطي الطبيب علاجا لمريض بأن يستخدمه ثلاث مرات باليوم , فكل فترة يجب علي أن أعمل شوشرة وضجة إعلامية بعنوان " مقاطعة " حتى يمل الناس من فكري وذلك بسبب أن أغلب بل ربما كل البضائع الاستهلاكية يرتفع سعرها وينزل وبشكل يومي فلا أعلم لماذا نتجه لاختيار منتج معين ولفترة زمنية محدودة لا تتجاوز الشهر وبعد هذه الضجة الإعلامية نتقبل الأمر لنشتري كل ما عملنا عليه عنوان مقاطعة لنشتريه رغما عن أنوفنا !

فكرتي دائما هي البحث عن البديل ويجب أن يكون البديل أفضل في الجودة أو مقارب للسعر وأن يوفي كامل الشروط وأن عملت مقاطعة وحتى وأن كانت صامته فيجب علي أن أتركها للأبد إلا أذا تغير وضعها وأصبحت بنفس السعر الذي أرغب به , وأن لا أكون إمعة أقاطع فترة معينة ثم أرجع وأشتري بنفس السعر أو أقاطع منتج لم يرفع سعره لبلد معين لأن بعض هذه الأعمال ربما تضرني بدل أن تنفعني , فبعد أن تنتهي المقاطعة المحددة يقوم تاجر تلك الشركة برفع سعره ليعوض ما خسره من عناد البعض ويصبح المتضرر الأول والأخير هو من يحتاج تلك السلعة والمستفيد هو صاحب المنتج !

كل شيء نعمل له صيحة وضجة إعلامية لا يعجبنا لفترة من الزمن وربما سوف يأتي يوما لنقوم بمقاطعة الهواء الذي نتنفسه كما حدث في مقاطعة بعض المواقع الكترونية والتي يستفاد منها علميا أو اجتماعيا وهي تعتبر المتنفس الوحيد لكم يا عرب فلو أن قامت تلك الشركات بقطع تلك الخدمات عن وصولها لبلادكم لعض بعضكم أصابع الندم بسبب أجراء أتخذ وبدون تأمل عن الأضرار التي قد تنعكس عليكم .

عموما من تنازل وتراجع عن رفع الأسعار سوف يرجع يوما وبقوة للسعر الذي يرغب فيه لأنه قد تضرر من رفع المواد الأساسية كما تضرر بكثرة الاتصالات التي كانت تشتمه وتهينه وبأنه لا يخاف الله من كثير من أبناء المجتمع , فلا نعلم من أعطاهم الحق بعمل تلك الاتصالات ومضايقهم حتى في أنصاف الليالي ! فنقول لتلك الزمرة من اليوم فصاعد  أبحثوا عن البديل والتكيف معه حتى تستمتعوا بالطعم اللذيذ المحبب لكم كما استمتعت أنا بالسمكة المشوية , فلن أموت أذا لم أأكل سمك كنعد أو غيره , فالبدائل دائما موجودة وتفي بالغرض !

" الإنسان مخير وليس مسير , له عقل وحواس بإمكانه أن يوظفهم فيما يرضي الله سبحانه وتعالى والبحث عن كيفية العيش والتكيف مع الظروف المحيط به , فلا ينتظر أن تملى عليه سبل العيش ليعيش وفق رغبة الآخرين وليس لرغبته الخاصة "

                                                                                 Abin Ali


السبت، 5 يناير 2013

مشوار مع الصلاة






لقد كان يوما عصيبا وشاق وهو بطبيعة الحال لم ولن يختلف عن غيره وعن سائر أيام السنة فربما زاد من الطين بله عندما اخترته لكون ليس هناك متسعا من الوقت  وهو اليوم المتبقي من أجازتي السنوية والتي قضيتها وبأكملها في قضاء أموري الشخصية .

بدأ المشوار في تمام الساعة العاشرة صباحا وقد كانت الواجهة إلى محطة الفحص الدوري وقد كان الطابور إلى خارج مبنى المحطة , وصلت إلى بوابة مقر الفحص وكانت الساعة الحادية عشر والنصف وفجأة يخرج أحد الموظفين ليغلق البوابة " حان موعد الصلاة " ! أذن لا مفر للمراجعين من الرجوع للخلف أو التقدم إلى الأمام فأخذ بعضهم يتكئ في سيارته والآخر يبحث عن ظل يحميه من حرارة الشمس وآخر يبحث عن ماء للشرب وآخر توجه للمسجد للصلاة حتى وبعد ما قضيت الصلاة الأبواب لا تزال مغلقة إلى أن أستمر الوضع لمدة 45 دقيقة لتفتح أبواب الفرج ويتنفس المتواجدون الصعداء وانتهى ذلك المشوار في حدود الساعة الواحدة ظهرا .

كانت المحطة الثانية إلى الاتصالات السعودية وحتى أختصر الوقت وأبتعد عن التوقف لصلاة العصر وصلت إلى المبنى في تمام الساعة الثانية فاتجهت إلى جهاز الأرقام فرأيته معطل سألت عن الأرقام للانتظار تم أخباري بعد الصلاة ! ففي هذه المحطة بدأت فترة التوقف للصلاة مبكرة وقبل الساعة الثانية , فلم يكن هناك حل إلا أن أنتظر حتى بعد صلاة العصر والذي انتهى في تمام الساعة الثالثة وخمسة وعشرون دقيقة أي أستغرق وقت الصلاة أكثر من 90 دقيقة إلى حين أن اخذ الموظفون أماكنهم على كل مكتب أصبحت الساعة الثالثة والنصف ! تقدم علي أحد المراجعين بالرغم من أنني ومن المفترض أول مراجع إلى أن أتى دوري ولسوء الحظ تعطل النظام إلى أن انتهيت الساعة الرابعة والربع !

كان لي موعد مع أحد الورش وحتى أتجنب وقت صلاة المغرب أسرعت واختصرت الطريق إلى أن وصلت قبل الصلاة بعشر دقائق وفي هذه الأثناء تم أغلاف أبواب الورشة وكنت بداخلها وتم إغلاق كل الإنارة ! فقد كان المكان موحشا من الظلام فأخذ عمال تلك الورشة من الجلوس كلا في ركن لا يعملون حتى انتهى وقت الصلاة , أستغرق وقت لفحص السيارة حتى طلب مني إحضار قطع غيار فذهبت وبكل تأكيد لن يفوتني التوقف لأداء صلاة العشاء !

مسألة التوقف للصلاة أصبحت ذريعة للبعض سواء كانت للمؤسسة خاصة أو حكومية أو غيرها لتضييع الوقت وخاصة أذا انعدمت الرقابة من قبل المسئولين , فهناك وقت ضائع ومهدور للمواطن المراجع يستقله بعض الموظفين وخاصة الذين يتقاضون رواتب وكل ذلك بذريعة تأدية الصلاة , حتى أصبح وقت البريك أو الراحة لبعض الموظفين أو تناول الأكل محسوب تحت أجندة الصلاة .

هذه الممارسات لوحظت في كثير من الدوائر الحكومية , والدائر التي تؤدي خدمات للمواطن , والبنوك , والمستشفيات , والمستوصفات الخاصة , والأسواق التجارية , وكل ما يحتاجه الموطن حتى أصبح بعض التعامل في هذا المجال إلى أهانت المواطن كرميه في الشمس المحرقة أو طرد النساء من المحال التجارية أو ترك المراجعين في الطوابير بدون صلاة ومن يمثل ذلك المكان يذهب هو ليؤدي صلاته .

أمر الصلاة هذا لا نقاش فيه فهو ركنا واجب على كل مسلم ومسلمة ولكن ما يدعوا إلى الريبة والقلق من يتخذ هذه الشعيرة بالتلاعب والتي تقدر بساعات طويلة تهدر وتضيع وبدون أن يقوم المسئولين بتعيين وقت محدد لها , فتأدية الصلاة لا تستغرق الخمسة عشر دقيقة ! ولكن هناك من يتهم الصلاة بتأخير المهام وهذا بسبب الممارسات الخاطئة التي يستقلها البعض في تأدية أموره الخاصة , فلا نعلم أن كانت هذه عبادة أو عمل قد يؤثم عليها صاحبها وربما تشوه الدين الإسلامي .



                                                                                                              Abin Ali