السبت، 23 نوفمبر 2013

صراع المذهب إلى أين ؟



صراع المذهب إلى أين ؟




في كل عام وفي بداية كل عام هجري يجدد أبناء المذهب الشيعي ذكرى مصاب الأمام الحسين ابن علي وتجديد وتذكير العالم أجمع بثورته الشريفة التي امتدت أكثر من 1400 سنة ولن تتوقف حتى ظهور صاحب الأمر الأمام الحجة صلوات الله عليهم أجمعين . فهذه الثورة المباركة تعرضت إلى هجمات معادية عبر التاريخ وبمحاولة إحباطها بوسائل تنوعت أشكالها من شعوب من خارج المذهب ولكن بتلاحم وصمود أبناء هذا المذهب لم يتمكن أحد من التأثير على فكر أبناء المذهب إلا بما ندر وذلك بدخول بعض الأمور المسببة للفتن وزرع الشكوك إلى أن تطورت الأمور وجعل أبناء المذهب نفسه في صدام بينهم وجعل من كان يثير هذه الفتن والنزاعات في موضع المتفرج أو بشكل من يكون مع أو من يبدي النصيحة إلى أبناء المذهب وبترك هذه المعتقدات والشعائر التي لم ينزل الله بها من سلطان على حد قولهم , ولكن كما قالت الحوراء زينب سلام الله عليها " كد كيدك وأسعى سعيك وناصب جهدك فو الله لن تمحوا ذكرنا " .

من كان يتصور أن يأتي علينا زمن كزماننا هذا بأن يختلف ويتصارع أبناء المذهب ويجعل في كل موسم حكاية وحديث يتغنى بها العامة , من له شأن بها ومن ليس له شأن ومن كان يعرف ومن كان لا يعرف المثقف فيهم والجاهل , والغريب من ذلك الأمر أول منطلق يكون من على المنبر أما بشكل قوي أو بشكل متعاطف أو بشكل نائي بالنفس حتى يتطور الأمر بالتطاول على رموز هدرت وأفنت عمرها لخدمة الدين والمذهب وتصغيرها شاننا . فلا يقتصر ذلك على هذا المستوى بل هناك من يستعين بالمحرف والمفبرك ليستعطف بعض العقول الصغيرة التي تساعد على نشر الفتنة والمساعدة على التناحر وأضعاف كيان المذهب .

هناك من الشعوب من تستقبل بداية سنواتها بفتح صفحات ذهبية نظيفة خالية من الشوائب ولكن نحن نتجه إلى استقبال بداية سنواتنا مع ثورة مقدسة بالتناحر وسخرية البعض مما يجري علينا وبيننا لتمتد طوال الموسم حاملة البغيضة والتفرقة وكأننا مما تأثر بالحركات الماسونية في صدر الإسلام ومازالت بين الحين والآخر تتبناها وتشجعها الأنظمة الغربية والأنظمة اليهودية , فمما لا شك فيه أن سبب هذا التناحر ومحاولة التفرقة بين أبناء المذهب ورائه أيدي من تلك الأيدي والتي نذرت نفسها لإبادة المذهب وتكون آلة النحر من جنسه .

رسالة الأمام الحسين عليه السلام هي رسالة ممتدة ومكملة لرسالة جده الرسول الأعظم وهي لإنقاذ البشرية أجمع مهما أختلف جنسها ولونها وعرقها ولم تكون تلك الرسالة للإبادة والسخرية والفبركة بل لطلب الإصلاح في أمة جده سلام الله عليه , فمن كان قبلنا وقبل قرننا هذا لم يتشبث أو يلجأ لما يلجأ له أبناء عصرنا من تعصب على قلة عددها وبالرغم من ذلك استمرت لقرون على بساطتها حتى وصلت إلينا وسوف تصل إلى من بعدنا . ولكن نريدها أن تستمر بشكل أقوى ولن يتحقق ذلك إلا بتماسكنا أجمع وتماسك أبناء المذهب في نشر تلك الثورة بالشكل الحضاري ونبذ كل ما يشوهها والابتعاد عنه والابتعاد عن الأصوات البائسة والنشاز المغردة خارج السرب وتحاول أن تجذب بصوتها وبارتفاعه أكبر كم من ضعفاء العقول .

تحياتي

الأربعاء، 22 مايو 2013

Racial discrimination التميز العنصري



 Racial discrimination

التمييز العنصري

لا للعنصرية لا للتمييز لا للطائفية , شعارات وأن تردد عبر العصور والقرون فصداها لا يزال مدويا ومسيطرا على الشعارات الأخرى المطالبة بحقوق الإنسان , تلك الحقوق التي تدعو للمساواة بين أطياف البشر مهما كانت طبقته ومهما كان لون بشرته ومهما كان دينه أو مذهبة , الغني منهم أو الفقير المتعلم منهم أو الجاهل ! الكل على وجه الأرض له حق مشروع في البناء وليس هناك من مستثنى أو له الفضل الأكبر في سير الحضارات وتطورها .

حب الهيمنة والاستكبار ربما هو أحد هذه الظواهر , فقد تشكلت معاول التفرقة بين طبقات البشر ابتدأ من العبودية والرق حتى أصبحت للتطلع في امتلاك العالم بأسره وأصبح يدار كما الآلة وبتحكم عن بعد أما لأجل امتلاك ثروات البشر والشعوب أو بواسطتها .

تلك مجرد مقدمة وليست محور الحديث عن هذا الجانب , فقط للتوصل إلى مضمون القصيدة الشهيرة التي كتبها الشاعر الإنجليزي وليم بليك في عام 1789 وهي بعنوان الفتى الصغير ذو البشرة السوداء The Little Black Boy   وهي واحدة من أروع القصائد الإنجليزية التي درستها في قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب . وهي عبارة عن قصة فتى أسود عاش في الجنوب الأفريقي  يتساءل عن سبب تلك العبودية وسبب تميز الأطفال ذوي البشرة البيضاء وأمه تحتضنه وتعلمه من الدروس الأخلاقية بأن البشرة السوداء هي بفعل الشمس الحارقة ولكن البيضاء هو في بياض القلب الذي لن يزول وسوف يبقى إلى مدى الحياة , فالألوان ما هي إلا مجرد سحاب سوف تنجلي مع الوقت ولكن الحب مخلد بين البشر وسوف تتكون المحبة بين البشر بين ذوي البشرة السوداء والبيضاء .

عرضت هذه القصيدة على المبدع الأخ العزيز علي إبراهيم الحصار ليلقيها بصوته المتألق فكانت النتيجة كما أخبرته بأنها سوف تؤدى من قبله بطريقة مميزة وسوف تتفوق عن المتحدثين باللغة الإنجليزية فبذل مجهوده الكبيرة فكانت النتيجة في غاية الروعة .

أتمنى أن لا يكون هذا العمل الأخير والتجربة الأخيرة له ونرى المزيد لهذا المجال وأتمنى له التوفيق دوما وتحقيق حلمه .





The Little Black Boy

My mother bore me in the southern wild,
And I am black, but O! my soul is white;
White as an angel is the English child:
But I am black as if bereav'd of light.

My mother taught me underneath a tree
And sitting down before the heat of day
She took me on her lap and kissed me,
And pointing to the east began to say.

Look on the rising sun: there God does live
And gives his light, and gives his heat away
And flowers and trees and beasts and men receive
Comfort in morning joy in the noonday.

And we are put on earth a little space,
That we may learn to bear the beams of love,
And these black bodies and this sun-burnt face
Is but a cloud, and like a shady grove.

For when our souls have learn'd the heat to bear
The cloud will vanish we shall hear his voice.
Saying: come out from the grove my love & care,
And round my golden tent like lambs rejoice.

Thus did my mother say and kissed me,
And thus I say to little English boy.
When I from black and he from white cloud free,
And round the tent of God like lambs we joy:

Ill shade him from the heat till he can bear,
To lean in joy upon our fathers knee.
And then I'll stand and stroke his silver hair,
And be like him and he will then love me


Abin Ali



السبت، 2 فبراير 2013

أنظر قبل أن تقفز Look Before You Leap




 أتذكر عندما كنت بالمرحلة المتوسطة بأني اخترت هذه العبارة حينما كنت أحد طلاب النشاط مجموعة اللغة الإنجليزية ووضعتها بلوحة وتم تعليقها في أحد الممرات للمدرسة , فهي تحمل ذكرى مدرسية ولا تزال صورتها محفورة في ذهني ربما أعتمد عليها حينما أتخذ أي قرار يحمل مصير للاستمرارية .

أحيانا يغمرنا الأمل فنكون في حماس زائد وفوق العادة وربما يتخطى إمكانياتنا أو إمكانيات من هم حولنا فنظن أن فكر غيرنا يتناسب مع فكرنا أو العكس صحيح حتى يصل بنا الحد إلى تفريغ كل الطاقة التي نمتلكها في وقت قياسي لا يساعدنا على مجارات الأحداث بشكل مستمر وعلى مدى بعيد وربما يخرجنا أو يبعدنا عن الأضواء حتى نصبح خارج أطار ذلك الأمل المرسوم والذي كنا نتوقع منه الكثير .

قالوا " وفر قرشك الأبيض لليوم الأسود " فهي حكمة لأن نوفر كل ما نمتلك من أمور , ليست بالضرورة أن يكون مال أو جاه  بل وحتى العلم أو المعرفة أو الفكر أو فكرة فهي جميعها تسير تحت ذلك المفهوم , فإعلان الإفلاس مبكرا قد يحطم الفرد ويقتل طموحه وحتى وأن كان ذلك الإعلان غير معلن فالابتعاد عن الساحة أو الأضواء لهو خير دليل على الإفلاس المبكر .

ربما يكون التشجيع هو أحد سبل البقاء والتواجد ولكن يجب أن لا يكون ذلك التشجيع لسبيل المداهنة أو التجمل والمجاملة والذي يكون دائما خالا من النقد أو أبداء الملاحظة , فقد يكون هذا من أخطر أنواع الإفلاس المبكر والذي يتوجب على صاحبه أن يكون منتبها لعواقبه لا أن يكون مبتهج ومسرورا ويظن أنه قد تخطى مرحلة البداية وقفز بسرعة البرق إلى المستويات العليا , بل يكون حذرا وأن من معه اليوم لن يصمد معه إلى آخر مشواره المرسوم .

العبرة ليست بكثرة أو وفرة الشيء فربما قليل دائم ومستمر خيرا من  كثيرا وافر في بدايته مستمر إلى أن ينقطع فيقطع الأمل ويتبدد , فالكل يمتلك أمل وطموح وطاقة كامنة بداخله , فالإفراط الزائد وبلا مقياس متناسب في أعطاء الجرعات قد يفقد تلك الطاقة الكامنة بشكل كامل أو تكون الطاقة الكامنة موجودة ولكنها جامدة وراكدة يصعب على الفرد تشغيلها أو توظيفها فيما يناسبها .

أنظر قبل أن تقفز أو كما يقال Look Before You Leap  فان قفزت بتهور فتوقع بأنك ربما لن تنهض وربما سوف تكون هذه أخر قفزة تقفزها في حياتك وقد تجعلك مقعد مشلول الذهن والفكر فتستمر الحياة بدونك . فهناك من يقول أننا نحب المغامرة وهنا نقول له نحن أيضا نحب المغامرة ولكن أختر نوع المغامرة التي أن فشلت فيها بإمكانك معاودة الكرة إلى أن تجتازها وليست المغامرة التي تفقدك كل شيء وتهدم آمالك .

فكم من مشاريع فاشلة لم يتم لها التخطيط مسبقا ولم تكن على قناعة مؤكدة قد اختفت , وكم من طالب أختار مجال دراسته بمجرد أن رأى بعض الطلاب تميل له فلم يكتب له التوفيق , وكم من زوجين أقترنا ببعض وبرغبة من ذويهم لم تستمر حياتهم . فهناك الكثير من الخبرات اليومية لم تستمر والسبب هو عدم وجود نضرة تأملية بعيدة المدى .


Abin Ali

الاثنين، 28 يناير 2013

أسلوبك ساخر





ربما في كثير من الأحيان أستخدم هذا الأسلوب في بعض كتاباتي أو مناقشاتي وربما قد يتضجر منها البعض أو لا يقبلها ظنا منه أن هذا الأسلوب أسلوب إسقاط للشخصية أو التهريج أو تحقير الغير وذلك لعدم تناوله للموضوع بشكل كامل أو ربما يأخذ مفردات من الكلمات ولا يترجم المضمون من الحديث فيقع في فخ قد يغيظه بسبب لا شيء ويقع في دوامة قد يصعب عليه الخروج منها .

يرجع تاريخ الأسلوب الساخر في الكتابة إلى مئات السنين وربما كان الفراعنة قد استخدموه في بعض كتاباتهم وهذا ما تم اكتشافه من واقع الرسومات الموجودة , فهذا الفن من الكتابة ليس حديث عصره بل هناك من الفلاسفة والكتاب والأدباء كانوا يستخدمون هذا الأسلوب لكل كاتب أو أديب في مجاله .

ويعرف الأسلوب الساخر بأنه تسليط الضوء على مشاكل المجتمع والقضايا السياسية وطرحها ومعالجتها بشكل ساخر .

وهذا الأسلوب عادة يكون مطعم بجرعة من الضحك سواء على الذات أو مشكلات الإنسان بغرض تناسي الهموم والمشكلات والتحايل عليها بحيث لا ينحدر هذا الأسلوب إلى مستوى النكتة أو التهريج . ومن أهم ضوابط الكتابة في هذا المجال هو الحرص ثم الحرص على أن لا يسقط ذلك الكاتب في فخ الابتذال والإساءة بالآخرين والنيل من مشاعرهم وشخصياتهم .

ومن الطرق التي يتم توصيل الفكرة واستخدام الأسلوب والكتابة الساخرة أما عن طريق الكتابة سواء في كتب أو مجلات أو جرائد وأيضا تتم عن طريق المسرح أو عن طريق الرسم الكاركاتيري .

أما عن الخطوط الحمراء التي يجب تجنبها حين استخدام هذا الأسلوب في المشاعر الدينية أو انتقاد لخارج القطر وبشخصيات أو مجتمعات أخرى كما يفعل في بعض المسرحيات الساخرة الساقطة والتي همها الوحيد جمع المال بدون توصيل رسالة معينة فيدخل فيها مسألة الهرج والمرج .

من رواد هذا المجال وأشهرهم :-

محمود السعدني ويطلق عليه أمير دولة الكتابة الساخرة وقد وهب حياته لأجل الكلمة الصادقة وتفرد بأسلوبه الساخر الذي يقدم هموم المواطن بصورة باسمة .

مارك توين "Mark Twain  " وأسمه الحقيقي صمويل لانغهورن كليمنس وقد وصف بعد وفاته بأنه " أعظم الأمريكيين في عصره "

جون باتيست بوكلان الملقب بموليير وقد كان مؤلف كوميدي مسرحي وشاعر فرنسي

جيمس برانش كابل

إسلام نعيم إبراهيم جاويش هو كاتب ومؤلف ورسام كاريكاتير مصري  مصمم لأغلفة الكتب الأدبية، كانت بداية إسلام جاويش في عالم التدوين والمدونات واستطاع أن يجذب إليه عدد من الجمهور، ثم زاد من نشاطه في فن الكاريكاتير

  يعقوب روفائيل صنوع' أحد رواد المسرح المصري والصحافة المصرية الساخرة

وفي الأدب برز جورج برنارد شو كاتب أيرلندي وهو من أشهر الكتاب في الأدب والمسرح الساخر وله مقولات ومقتبسات ساخرة كثير

هناك الكثير من الكتاب والفلاسفة التي عملت بهذا المجال من الشرق والغرب وقد سماه البعض بالأدب خفيف الدم لسهولة توصيل الفكرة إلى المجتمع بعكس الكتابة الرسمية والتي يطلق عليها بثقيلة الدم عند البعض , هذا الأسلوب أيضا يستخدم من قبل الفقهاء وطلاب العلم في بعض محاضراتهم الدينية أو بعض الخطب بالرغم من أن الطابع الرسمي على تلك الخطب هو من يتفوق على ذلك الخطاب ولكن لا يخلوا بعض من حديثهم من نشر البسمة بين الحضور وبدون خدش أو إسقاط لحق من حقوق المجتمع أو إسقاط ذلك الخطاب وقلبه للنكات والتهريج .


                                                                                                                                         Abin Ali

الجمعة، 11 يناير 2013

مقاطعة





بدأت قصتي مع السمكة المشوية الموضح بالصورة والتي عملتها بنفسي وشويتها على طريقتي الخاصة بعد تقريبا الانتهاء من أزمة ارتفاع أسعار لبعض المخابز المحلية ( أزمة الصمون ) والتي لم تدم طويلا فربما كانت لمدة يوم أو ليومين بعد حملة المقاطعة التي شنها بعض من أفراد المجتمع في الصحف المحلية أو في قنوات التواصل الاجتماعي  وهذه الحملة فقط كانت على مستوى الإحساء لأن المناطق الأخرى تقبلت الأسعار الجديدة لكون أن هناك من يفوق هذه الأسعار من شركات أخرى وربما تصل إلى الضعف من السعر !

شاهد القصة كانت نفسيتي مفتوحة لأن أأكل سمكا مشويا فذهبت إلى أحد المحال التي يديرها أحد العمالة الوافدة وكان ذلك يوم الجمعة وفي اليوم الرابع من بدأ حملة ارتفاع أسعار المخابز , فقد كانت الحملة والنقاش عن المقاطعة يدوي في رأسي فعندما دخلت لمحل الأسماك طلبت سمك الكنعد فأجابني بائع السمك  " مقاطعة " فحدثت عندي ردة فعل وقلت أووه حتى الأسماك فيها مقاطعة حتى أنت علموك مقاطعة ؟ فأسترسل وقال " أنت تبقي تشتري سمك كنعد مقطع وإلا كامل " ؟! هنا قلت له فكري راح بعيد فقلت هذه فائدة النحو العربي بالرفع والضم والكسر والجزم ! عموما خلينا من النحو والمقاطعة , كم أسعارك ؟ قال المقطع 60 ريال والكامل 45 ريال ! قلت يا بلاش صحيح ما في فرق بالسعر بس 15 ريال والمشكلة هذا سمك كنعد لن تتغير مقطعة أو كاملة , ولهذا خليها عندك أذا فيك خير أشترها أنت وخليها عندك حتى تتعفن وتفسد ! فمباشرة ذهبت لغيره وأخذت سمك " فسكر " والتي تم تنفيذ مشروع الشواء عليها وإدخالها بالفرن لتصبح كما هي بالصورة .

هنا وبطريقتي الخاصة عملت نوعا من المقاطعة ولكن بدون أثارة الفتن أو التشهير بصاحب السمك أو بجعل نفسي بطلا لأنفرد بموضوع مخصص وعمل حملة ضد هذا المنتج فلو عملت معاندة لنفسي لكانت هناك كل يوم مقاطعة وربما مثل ما يعطي الطبيب علاجا لمريض بأن يستخدمه ثلاث مرات باليوم , فكل فترة يجب علي أن أعمل شوشرة وضجة إعلامية بعنوان " مقاطعة " حتى يمل الناس من فكري وذلك بسبب أن أغلب بل ربما كل البضائع الاستهلاكية يرتفع سعرها وينزل وبشكل يومي فلا أعلم لماذا نتجه لاختيار منتج معين ولفترة زمنية محدودة لا تتجاوز الشهر وبعد هذه الضجة الإعلامية نتقبل الأمر لنشتري كل ما عملنا عليه عنوان مقاطعة لنشتريه رغما عن أنوفنا !

فكرتي دائما هي البحث عن البديل ويجب أن يكون البديل أفضل في الجودة أو مقارب للسعر وأن يوفي كامل الشروط وأن عملت مقاطعة وحتى وأن كانت صامته فيجب علي أن أتركها للأبد إلا أذا تغير وضعها وأصبحت بنفس السعر الذي أرغب به , وأن لا أكون إمعة أقاطع فترة معينة ثم أرجع وأشتري بنفس السعر أو أقاطع منتج لم يرفع سعره لبلد معين لأن بعض هذه الأعمال ربما تضرني بدل أن تنفعني , فبعد أن تنتهي المقاطعة المحددة يقوم تاجر تلك الشركة برفع سعره ليعوض ما خسره من عناد البعض ويصبح المتضرر الأول والأخير هو من يحتاج تلك السلعة والمستفيد هو صاحب المنتج !

كل شيء نعمل له صيحة وضجة إعلامية لا يعجبنا لفترة من الزمن وربما سوف يأتي يوما لنقوم بمقاطعة الهواء الذي نتنفسه كما حدث في مقاطعة بعض المواقع الكترونية والتي يستفاد منها علميا أو اجتماعيا وهي تعتبر المتنفس الوحيد لكم يا عرب فلو أن قامت تلك الشركات بقطع تلك الخدمات عن وصولها لبلادكم لعض بعضكم أصابع الندم بسبب أجراء أتخذ وبدون تأمل عن الأضرار التي قد تنعكس عليكم .

عموما من تنازل وتراجع عن رفع الأسعار سوف يرجع يوما وبقوة للسعر الذي يرغب فيه لأنه قد تضرر من رفع المواد الأساسية كما تضرر بكثرة الاتصالات التي كانت تشتمه وتهينه وبأنه لا يخاف الله من كثير من أبناء المجتمع , فلا نعلم من أعطاهم الحق بعمل تلك الاتصالات ومضايقهم حتى في أنصاف الليالي ! فنقول لتلك الزمرة من اليوم فصاعد  أبحثوا عن البديل والتكيف معه حتى تستمتعوا بالطعم اللذيذ المحبب لكم كما استمتعت أنا بالسمكة المشوية , فلن أموت أذا لم أأكل سمك كنعد أو غيره , فالبدائل دائما موجودة وتفي بالغرض !

" الإنسان مخير وليس مسير , له عقل وحواس بإمكانه أن يوظفهم فيما يرضي الله سبحانه وتعالى والبحث عن كيفية العيش والتكيف مع الظروف المحيط به , فلا ينتظر أن تملى عليه سبل العيش ليعيش وفق رغبة الآخرين وليس لرغبته الخاصة "

                                                                                 Abin Ali


السبت، 5 يناير 2013

مشوار مع الصلاة






لقد كان يوما عصيبا وشاق وهو بطبيعة الحال لم ولن يختلف عن غيره وعن سائر أيام السنة فربما زاد من الطين بله عندما اخترته لكون ليس هناك متسعا من الوقت  وهو اليوم المتبقي من أجازتي السنوية والتي قضيتها وبأكملها في قضاء أموري الشخصية .

بدأ المشوار في تمام الساعة العاشرة صباحا وقد كانت الواجهة إلى محطة الفحص الدوري وقد كان الطابور إلى خارج مبنى المحطة , وصلت إلى بوابة مقر الفحص وكانت الساعة الحادية عشر والنصف وفجأة يخرج أحد الموظفين ليغلق البوابة " حان موعد الصلاة " ! أذن لا مفر للمراجعين من الرجوع للخلف أو التقدم إلى الأمام فأخذ بعضهم يتكئ في سيارته والآخر يبحث عن ظل يحميه من حرارة الشمس وآخر يبحث عن ماء للشرب وآخر توجه للمسجد للصلاة حتى وبعد ما قضيت الصلاة الأبواب لا تزال مغلقة إلى أن أستمر الوضع لمدة 45 دقيقة لتفتح أبواب الفرج ويتنفس المتواجدون الصعداء وانتهى ذلك المشوار في حدود الساعة الواحدة ظهرا .

كانت المحطة الثانية إلى الاتصالات السعودية وحتى أختصر الوقت وأبتعد عن التوقف لصلاة العصر وصلت إلى المبنى في تمام الساعة الثانية فاتجهت إلى جهاز الأرقام فرأيته معطل سألت عن الأرقام للانتظار تم أخباري بعد الصلاة ! ففي هذه المحطة بدأت فترة التوقف للصلاة مبكرة وقبل الساعة الثانية , فلم يكن هناك حل إلا أن أنتظر حتى بعد صلاة العصر والذي انتهى في تمام الساعة الثالثة وخمسة وعشرون دقيقة أي أستغرق وقت الصلاة أكثر من 90 دقيقة إلى حين أن اخذ الموظفون أماكنهم على كل مكتب أصبحت الساعة الثالثة والنصف ! تقدم علي أحد المراجعين بالرغم من أنني ومن المفترض أول مراجع إلى أن أتى دوري ولسوء الحظ تعطل النظام إلى أن انتهيت الساعة الرابعة والربع !

كان لي موعد مع أحد الورش وحتى أتجنب وقت صلاة المغرب أسرعت واختصرت الطريق إلى أن وصلت قبل الصلاة بعشر دقائق وفي هذه الأثناء تم أغلاف أبواب الورشة وكنت بداخلها وتم إغلاق كل الإنارة ! فقد كان المكان موحشا من الظلام فأخذ عمال تلك الورشة من الجلوس كلا في ركن لا يعملون حتى انتهى وقت الصلاة , أستغرق وقت لفحص السيارة حتى طلب مني إحضار قطع غيار فذهبت وبكل تأكيد لن يفوتني التوقف لأداء صلاة العشاء !

مسألة التوقف للصلاة أصبحت ذريعة للبعض سواء كانت للمؤسسة خاصة أو حكومية أو غيرها لتضييع الوقت وخاصة أذا انعدمت الرقابة من قبل المسئولين , فهناك وقت ضائع ومهدور للمواطن المراجع يستقله بعض الموظفين وخاصة الذين يتقاضون رواتب وكل ذلك بذريعة تأدية الصلاة , حتى أصبح وقت البريك أو الراحة لبعض الموظفين أو تناول الأكل محسوب تحت أجندة الصلاة .

هذه الممارسات لوحظت في كثير من الدوائر الحكومية , والدائر التي تؤدي خدمات للمواطن , والبنوك , والمستشفيات , والمستوصفات الخاصة , والأسواق التجارية , وكل ما يحتاجه الموطن حتى أصبح بعض التعامل في هذا المجال إلى أهانت المواطن كرميه في الشمس المحرقة أو طرد النساء من المحال التجارية أو ترك المراجعين في الطوابير بدون صلاة ومن يمثل ذلك المكان يذهب هو ليؤدي صلاته .

أمر الصلاة هذا لا نقاش فيه فهو ركنا واجب على كل مسلم ومسلمة ولكن ما يدعوا إلى الريبة والقلق من يتخذ هذه الشعيرة بالتلاعب والتي تقدر بساعات طويلة تهدر وتضيع وبدون أن يقوم المسئولين بتعيين وقت محدد لها , فتأدية الصلاة لا تستغرق الخمسة عشر دقيقة ! ولكن هناك من يتهم الصلاة بتأخير المهام وهذا بسبب الممارسات الخاطئة التي يستقلها البعض في تأدية أموره الخاصة , فلا نعلم أن كانت هذه عبادة أو عمل قد يؤثم عليها صاحبها وربما تشوه الدين الإسلامي .



                                                                                                              Abin Ali