عندما يغيب الإحساس
من المفترض أن يكون الإنسان المسلم أو الإنسان المؤمن متغذي تغذية تامة على الأخلاق
الحميدة والأخلاق التي دائما وأبدا يحث عليها ديننا الحنيف وأن يتحلى بصفة المؤمن
قولا وعملا , لأن الأخلاق والطاعة لا تنحصر فقط في صلاة وصوم بل هناك أمور قد
يجهلها البعض أو يعرف الحكم بها ويتجاهلها وبالأخص في مجتمعنا المتبلد حسيا والغير
واعي بأخطائه ضد الغير , وبكل تأكيد لا ينطبق هذا الوصف على الكل بل البعض من
أفراد مجتمعنا أو ممن هم حولنا .
فقد أعتاد الكثير والكثير على أن يشبع رغباته الذاتية وتيسير أموره
اليومية متزامنة مع إيذاء الغير وأخذ حق من حقوق الغير لا يمتلكها هو بل يمتلكها
غيره سواء من وقت أو مال أو من ملكية خاصة مما يؤدي إلى مضايقة وإعاقة غيره من
المؤمنين وهذا ينتج عنه ضرر كبير لا يشعر به هو بل ممن هومتضرر وممن انتزعت ملكياتهم الخاصة
قهرا وبغير حق سواء في الطرقات أو بالجوار أو عند المساجد أو في الإمكان العامة .
فنراهم في الطرقات أما في تجمهر في وسط الطريق خصوصا في الاحتفالات أو العزاء خارج
منطقة الحدث , أو في الجوار برمي المخالفات والقمامة بجانب بيت الجار أو أمامه أو
التعدي على بيت الجار وأما في المساجد ما نراه من الكثير من المؤمنين بسد الطرقات
وبشكل عشوائي بسياراتهم أو إغلاق البيوت على أصحابها , فهم يؤدون واجب الصلاة من
جهة ويذنبون من جهة أخرى في إيذاء الناس وكسب السيئات .
أما ما يخص الحدث والذي تحمله صورة العرض وما نراه من استلقاء العربة والذي
يبدوا أنها منهكة كما الدابة ربما لكونها قد تعبت من عناء يومها وبتعدد الركلات
التي يركلها الكثير من فئات المجتمع , فكما نراها وقد رآها الكثير وخصوصا بعد الاستفادة
منها في التسوق أما أن تكون خلف سيارة أو بجانب سيارة أو تكون في وسط الموقف أو
تكون في وسط الطريق أو تكون ضاربة لسيارة أخرى وقد خدشت جزء كبير من ملكيات الغير
. فهنا يتصرف البعض في صورة كما جاء في المثل أجلكم الله ( الكلب أذا انتهى من الإناء بعد الأكل رفسه ) ! فهذه صفة البعض من المجتمع يعمل كما الكلاب أو البهائم
فالكثير منهم يعيش على الفوضى وأن لم يعمل عمل مشين فلم ينتعش بالحياة .
لقد تكرر مشهد ما نراه في الصورة في هذه الحارة بشكل كبير وأيضا في
حواري أخرى بنفس المشهد مما يدل على أن هناك فئة من سكان هذه الحارة تحتاج إلى ردع
وصفعة على الوجه لتفيق من جهلها , وأيضا
تحتاج إلى التفاته من مسئولين ومثقفين ترشدهم إلى الصواب , فما نراه في الصورة قد
يجمع أغلب الأضرار التي يعاني منها السكان من إيذاء وعدم المسئولية من الغير .
من المضحك كان هناك مشهد
تمثيلي يحكي طيبة وتماسك سكان الحي ولا أشك في تماسك ولحمة وطيبة سكان هذا الحي
ولكن كما ذكرت أن هناك فئة منهم تحتاج إلى من يصفعها لتصحوا من جهلها , فقد كان
جزء من هذا المشهد وفي ذلك الفيلم لقطة لعربتي تسوق في داخل هذا الحي ! فلا أعلم
من الذي أمر الناس أن يكون هناك موقف خاص لعربات التسوق داخل الحي فقد يكون هذا
المشهد ربما وصمة عار لذلك الحي وبأن سكانها لا سمح الله من أجهل الناس !
فعندما يغيب الإحساس بين أطياف المجتمع تنعدم المسئولية وتشيع الفوضى
ويهدر مال الناس والمال العام وتظلم أطياف
أخرى من المجتمع فليس كل من صلى وصام وحج وسبح أدى حقوق دينه ومذهبة اتجاه ربه !
فقبل أن تحاسب نفسك أنظر إلى ما تفعله ! هل سوف يضرك أو يضر غيرك أم أنك على صواب وغيرك
على خطأ !
Abin Ali



