الخميس، 29 ديسمبر 2011

ابتعاد لأجل البقاء


ابتعاد لأجل البقاء



في كثير من الأحيان يعاتبنا من حولنا حينما نكون منفردين بأفكارنا أو أجسادنا وأن نكون منعزلين بعض الشيء عن بقية أفراد المجتمع مهما كانت صلة قرابتهم منا كأهل أو أصدقاء أو حتى زملاء في العمل وقد يصنفها البعض بأننا نبحث عن العزلة والابتعاد عن المجتمع بإيجابياته أو سلبياته ولكن وفي نظري القاصر هناك فوائد عدة ومنها ربما البعد يزيد الحب والتعلق بالآخرين وأيضا يجدد العلاقة بين الأحبة ويزيد الاحترام بينهما ولكن يجب أن نميزها ونفرق بينه وبين العزلة الكاملة فالعزلة الكاملة والانقطاع يعتبر هدم الصلة وموت الترابط واندثار المشاعر بأنواعه .

تجارب عدة مرت علينا من هذا النوع والابتعاد بالشيء المعقول عن بعض من هم حولنا كأصدقاء أو أقارب أو من أفراد المجتمع ومن هذه التجارب كان ناتجها الشيء الكبير ومن بينها على سبيل المثال الابتعاد عن الغيبة والنميمة – الابتعاد عن التحدث في أعراض الناس – زيادة الاحترام فيما بيننا عما كان سابقا – التخلص من الإحراجات التي كانت تلازمنا في الطلبات الغير منتهية " كالسلف وعدم رد المبالغ والتي أصبحت ديون معدومة " . وأيضا أمور كثيرة تعود لنا بالفائدة واستقلال الأوقات بالشيء النافع لنا ولمن حولنا وبدون ضرر ولا ضرار  .

في أحد الأيام كتبت ما يشبه الخاطرة أو النثر الشعري في هذا المجال وبينته بأسلوبي الخاص وعلى طريقتي في التعبير بما يجول في خاطري أسميتها " ساعة الصفر "  وكانت تلك هي التجربة الثانية لي من هذا النوع وأحب أيضا أذكر بأنني لست بشاعر أو أديب أو متمرس في هذا المجال .



ساعة الصفر





في مكان هناك لا يعرفه بشر غيري
وحينما تدنو ساعة الصفر من الغروب
حينما يصمت الكون بل كل الشعوب
شاطئ رملي يعتريه موجا بمد ثم جزر
وللسماء ضوء بدر في الكبد مستدير
وفي الأفق طائر نورس قد شد للرحيل
صمت مدلل وهمس أشجار بحفيف منشود
الكل قد رحل ................ الكل قد مضى
لكن إلى أين ؟
سؤال قد لا يتكرر والجواب لا إجابة
لم يبقى هنا سوا أنت وأنا
فأنت مني وأنا منك
تلازمني ملازمة اليتم لليتيم
وتعانقني معانقة الأم للرضيع


هل رأيت ؟! حانت ساعة الصفر
إنها ساعتي ولحظة جنتي
أعشق عيشها فاقدا لوعيي
في لحظة سكرا دون احتساء خمري
سنمتطي قارب صيد على الموج فهو مهري
وعلى التل كوخا كنصب فرعون فهو قصري
سأرسم صورتك على الرمال من غير جسد
حتى لا يراك غيري و يعشقك بعدي
سأنحت جسدك في مخيلتي
وانصبه في ساحة عيني وعلى امتداد بصري
لن أخشى يوم أن ترحل عني
ولن أخشى يوم أن تعشق غير
أنت ملكي لا ملك غيري
صمتي وهمسي عنواني
فهذا قدري أن أكون وحدي
واعشق فتكون الوحدة هي عشقي

Abin Ali


الاثنين، 19 ديسمبر 2011

المرأة الحديدية The Iron Lady

المرأة الحديدية

The Iron Lady





لقب أطلق على رئيسة الوزراء البريطانية مارغرت تاتشر آن ذلك وذلك يعزو سبب أطلاق هذا اللقب لكونها أول سيدة تتسلم هذا المنصب على مستوى العالم وقد كانت فترة ترأسها لهذا المنصب قد يكون الأطول ولكن ليس الأكثر ازدهارا ولم يخلوا من الأخطاء البشرية سواء من ظلم أو من تشريد أو موت وبطالة وربما سيادة شبه عالمية بإعطاء الأوامر التي قد تبيد الجنس البشري بإيادِ ذكرية . فما أقساه من قلب أنثوي خالٍِ من الرحمة والأنوثة !

لست بصدد للتحدث عن سيرة تلك المرأة فالتاريخ يعرفها أكثر مما أعرفه ولكن كانت مقدمة موجزة لما يحتويه عنوان هذه المدونة عن سلوكيات بعض النساء بأن ينطبق عليهن هذا اللقب والذي يجردهن من حيوية الأنوثة ويلبسهن أثواب القسوة والعنفوان والرجولة الأنثوية حتى سلكوا طرق الإبادة البشرية بشيء من العنف اللطيف أو العنف القاسي أو العنف الرجولي أو العنف الجسدي فلا نعلم عما نتحدث أهي حقا أنثى كسائر الإناث ومخلوق لطيف أو هي مجرد لبوه مفترسة يخشى الاقتراب منها  فربما فتيل القدر مشتعل ينتظر الانفجار !

المرأة الحديدية وفي نظري القاصر لن يطلق على سائر الإناث فالإسلام وقبل كل شيء حفظ كرامتها وحفظها من أن تكون متمردة وألبسها ثوب العفة فهي تشاطر الرجل في هذه الحياة فحقها من العيش مطلب أساسي وغير مهمش ما لم يخرجها من ثوب العفة والستر وحنان الأمومة والتجرد من القسوة ولكن هناك من يلبسون أثواب الأنوثة بألوان متعددة خالية من الجوهر الحقيقي ومائل وبشكل كبير إلى الصنف الغربي الجائر ! وأيضا هنا ليس كل أثنى غربية تصنف من ضمن تلك الفئة !

عجبي حينما نرى من يقترنون بامرأة حديدية مدمرة للجنس البشري حينما تدمر شعوبا بمجرد أن تتعرى لتقودهم إلى الجحيم  ! أليست هذه بامرأة حديدية !

عجبي حينما نرى من يقترنون بامرأة تستخدم في الجيوش للغزو على البلدان الآمنة وبضغطة زر تدمر شعوبا ! أليست هذه امرأة حديدية !

عجبي حينما نرى من يقترنون بامرأة سفاحة قبيحة المظهر وتخلو من الأنوثة كما جاء في قصص ريا وسكينة ونساء البلطجة يستأجرون للمشاجرة بأجور رمزية ! أليست تلك امرأة حديدية !

عجبي بمن يقترنون بمن يتنافسون بتغيير أشكال أجسامهم وينافسون الرجال في رياضة كمال الأجسام النسائية ! أليست تلك امرأة حديدية !

عجبي حينما نرى بمن ينقادون من نساءهم وتسليمهم السلطة ويصبحون كالخراف خاليين من المسئولية ! أليست تلك امرأة حديدية !

عجبي حينما نرى من يترأسون رجالا في بعض الإعمال ويعاملون الرجال بأسلوب فظ وتحدا دائم للرجل بمجرد تسلمهم السلطة ! أليست تلك امرأة حديدية !

وهناك المزيد من تلك التشويهات التي أحضرها الزمان ليحول ذلك الكائن اللطيف وذلك الكائن الجميل إلى وحش لا يطاق ولا يفرق بينه وبين أي ذكر !

تحياتي لكم


Abin Ali

الخميس، 1 ديسمبر 2011

حسيني أنا


مدرسة الأمام الحسين







لا يزال فكري وذهني مقيد يحاول أن يطلق العنان للتعبير عما يجول في نفسي حول قضية الأمام الحسين ولو بشطر بسيط أو بحروف بسيطة  وهذه لم تكون المرة الأول في المحاولة للتعبير عن هذه القضية سواء كانت برثاء أو نثر يلق بهذه الشخصية العظيمة ولا أعلم ما الذي يعيقني عن التعبير حول الأمام الحسين أو مدرسة الأمام الحسين ! فربما يكون ذلك خشية مني في عدم أعطاء هذه الشخصية حقها أو جهلي ببعض الأمور التي لم أتلقاها أو أتعلمها بالشكل الصحيح والمقبول من حضور المجالس الحسينية ! ربما لا يكون هذا سبب مقنع فحب الأمام الحسين لم يكون وليد هذه الساعة بل ولد من أول لحظة تفتحه أعيني لهذا الكون

أكثر من 1400 سنة ومصيبة الأمام تضيء المنابر الحسينية وليست فقط في شهر محرم من كل عام بل في كل مناسبة تستدعي الحزن بالرغم من محاولات زمنية من الكثير لطمس هذه المصيبة على مر الزمن ولكن المحاولات باءت بالفشل وسوف تكون كذلك لكون هذه المصيبة والقضية قضية ألاهية

 
الخطب والدروس الحسينية على هذا المنبر تعددت مضامينها وطرق توصيلها إلى المتلقي فربما كانت في الزمن الماضي تسير على سجية واحدة وبطريقة واحدة وخالية من المواضيع الاجتماعية والعبر والدروس وكانت تتحدث فقط عن مصيبة الأمام الحسين وكيفية قتله وقل أهل بيته وأصحابه وسبي من بقي باختلاف اليوم وما يطرحه المنبر الحسيني من تنوع في المواضيع التعليمية والاجتماعية والدينية والسياسية وفي أمور عقائدية قد لا يفقهها إلا أصحاب هذا المجال ويصعب على البقية فهمها وقد يكونوا وكأنهم ضيوف شرف على المجلس !
لا أعلم في كثير من الأحيان أن هناك شريحة كبيرة من المجتمع تحضر المجالس الحسينية سواء في شهر محرم أو بقية الأشهر حينما تكون هناك دروس تنويرية وأخلاقية واجتماعية أن هناك من يكون ضيف شرف على هذه المجالس فمهما يقول الخطيب من دروس أو مواعظ لا يعيها البعض أو يطبقها في الحياة اليومية فهل هناك عدم ثقة فيمن يعتلي هذا المنبر وفيما يقوله أو أن أذهان البعض مسممة بأفكار تجعلها لا تتفاعل من المنبر الحسيني أو أنها غير مقتنعة مما يطرح من أفكار !

فلا نعلم من هو السبب هل هم أبناء المجتمع وتأثير الأفكار الغربية ؟ أو عدم توفيق الخطباء بإيجاد ما يناسب البيئة الاجتماعية من دروس ومحاضرات ربما قد تكون مستهلكة وخالية الحداثة !


Abin Ali