السبت، 23 نوفمبر 2013

صراع المذهب إلى أين ؟



صراع المذهب إلى أين ؟




في كل عام وفي بداية كل عام هجري يجدد أبناء المذهب الشيعي ذكرى مصاب الأمام الحسين ابن علي وتجديد وتذكير العالم أجمع بثورته الشريفة التي امتدت أكثر من 1400 سنة ولن تتوقف حتى ظهور صاحب الأمر الأمام الحجة صلوات الله عليهم أجمعين . فهذه الثورة المباركة تعرضت إلى هجمات معادية عبر التاريخ وبمحاولة إحباطها بوسائل تنوعت أشكالها من شعوب من خارج المذهب ولكن بتلاحم وصمود أبناء هذا المذهب لم يتمكن أحد من التأثير على فكر أبناء المذهب إلا بما ندر وذلك بدخول بعض الأمور المسببة للفتن وزرع الشكوك إلى أن تطورت الأمور وجعل أبناء المذهب نفسه في صدام بينهم وجعل من كان يثير هذه الفتن والنزاعات في موضع المتفرج أو بشكل من يكون مع أو من يبدي النصيحة إلى أبناء المذهب وبترك هذه المعتقدات والشعائر التي لم ينزل الله بها من سلطان على حد قولهم , ولكن كما قالت الحوراء زينب سلام الله عليها " كد كيدك وأسعى سعيك وناصب جهدك فو الله لن تمحوا ذكرنا " .

من كان يتصور أن يأتي علينا زمن كزماننا هذا بأن يختلف ويتصارع أبناء المذهب ويجعل في كل موسم حكاية وحديث يتغنى بها العامة , من له شأن بها ومن ليس له شأن ومن كان يعرف ومن كان لا يعرف المثقف فيهم والجاهل , والغريب من ذلك الأمر أول منطلق يكون من على المنبر أما بشكل قوي أو بشكل متعاطف أو بشكل نائي بالنفس حتى يتطور الأمر بالتطاول على رموز هدرت وأفنت عمرها لخدمة الدين والمذهب وتصغيرها شاننا . فلا يقتصر ذلك على هذا المستوى بل هناك من يستعين بالمحرف والمفبرك ليستعطف بعض العقول الصغيرة التي تساعد على نشر الفتنة والمساعدة على التناحر وأضعاف كيان المذهب .

هناك من الشعوب من تستقبل بداية سنواتها بفتح صفحات ذهبية نظيفة خالية من الشوائب ولكن نحن نتجه إلى استقبال بداية سنواتنا مع ثورة مقدسة بالتناحر وسخرية البعض مما يجري علينا وبيننا لتمتد طوال الموسم حاملة البغيضة والتفرقة وكأننا مما تأثر بالحركات الماسونية في صدر الإسلام ومازالت بين الحين والآخر تتبناها وتشجعها الأنظمة الغربية والأنظمة اليهودية , فمما لا شك فيه أن سبب هذا التناحر ومحاولة التفرقة بين أبناء المذهب ورائه أيدي من تلك الأيدي والتي نذرت نفسها لإبادة المذهب وتكون آلة النحر من جنسه .

رسالة الأمام الحسين عليه السلام هي رسالة ممتدة ومكملة لرسالة جده الرسول الأعظم وهي لإنقاذ البشرية أجمع مهما أختلف جنسها ولونها وعرقها ولم تكون تلك الرسالة للإبادة والسخرية والفبركة بل لطلب الإصلاح في أمة جده سلام الله عليه , فمن كان قبلنا وقبل قرننا هذا لم يتشبث أو يلجأ لما يلجأ له أبناء عصرنا من تعصب على قلة عددها وبالرغم من ذلك استمرت لقرون على بساطتها حتى وصلت إلينا وسوف تصل إلى من بعدنا . ولكن نريدها أن تستمر بشكل أقوى ولن يتحقق ذلك إلا بتماسكنا أجمع وتماسك أبناء المذهب في نشر تلك الثورة بالشكل الحضاري ونبذ كل ما يشوهها والابتعاد عنه والابتعاد عن الأصوات البائسة والنشاز المغردة خارج السرب وتحاول أن تجذب بصوتها وبارتفاعه أكبر كم من ضعفاء العقول .

تحياتي