أتذكر عندما كنت بالمرحلة المتوسطة بأني اخترت هذه العبارة حينما كنت أحد طلاب النشاط مجموعة اللغة الإنجليزية ووضعتها بلوحة وتم تعليقها في أحد الممرات للمدرسة , فهي تحمل ذكرى مدرسية ولا تزال صورتها محفورة في ذهني ربما أعتمد عليها حينما أتخذ أي قرار يحمل مصير للاستمرارية .
أحيانا يغمرنا الأمل فنكون في حماس زائد وفوق العادة وربما يتخطى إمكانياتنا أو إمكانيات من هم حولنا فنظن أن فكر غيرنا يتناسب مع فكرنا أو العكس صحيح حتى يصل بنا الحد إلى تفريغ كل الطاقة التي نمتلكها في وقت قياسي لا يساعدنا على مجارات الأحداث بشكل مستمر وعلى مدى بعيد وربما يخرجنا أو يبعدنا عن الأضواء حتى نصبح خارج أطار ذلك الأمل المرسوم والذي كنا نتوقع منه الكثير .
قالوا " وفر قرشك الأبيض لليوم الأسود " فهي حكمة لأن نوفر كل ما نمتلك من أمور , ليست بالضرورة أن يكون مال أو جاه بل وحتى العلم أو المعرفة أو الفكر أو فكرة فهي جميعها تسير تحت ذلك المفهوم , فإعلان الإفلاس مبكرا قد يحطم الفرد ويقتل طموحه وحتى وأن كان ذلك الإعلان غير معلن فالابتعاد عن الساحة أو الأضواء لهو خير دليل على الإفلاس المبكر .
ربما يكون التشجيع هو أحد سبل البقاء والتواجد ولكن يجب أن لا يكون ذلك التشجيع لسبيل المداهنة أو التجمل والمجاملة والذي يكون دائما خالا من النقد أو أبداء الملاحظة , فقد يكون هذا من أخطر أنواع الإفلاس المبكر والذي يتوجب على صاحبه أن يكون منتبها لعواقبه لا أن يكون مبتهج ومسرورا ويظن أنه قد تخطى مرحلة البداية وقفز بسرعة البرق إلى المستويات العليا , بل يكون حذرا وأن من معه اليوم لن يصمد معه إلى آخر مشواره المرسوم .
العبرة ليست بكثرة أو وفرة الشيء فربما قليل دائم ومستمر خيرا من كثيرا وافر في بدايته مستمر إلى أن ينقطع فيقطع الأمل ويتبدد , فالكل يمتلك أمل وطموح وطاقة كامنة بداخله , فالإفراط الزائد وبلا مقياس متناسب في أعطاء الجرعات قد يفقد تلك الطاقة الكامنة بشكل كامل أو تكون الطاقة الكامنة موجودة ولكنها جامدة وراكدة يصعب على الفرد تشغيلها أو توظيفها فيما يناسبها .
أنظر قبل أن تقفز أو كما يقال Look Before You Leap فان قفزت بتهور فتوقع بأنك ربما لن تنهض وربما سوف تكون هذه أخر قفزة تقفزها في حياتك وقد تجعلك مقعد مشلول الذهن والفكر فتستمر الحياة بدونك . فهناك من يقول أننا نحب المغامرة وهنا نقول له نحن أيضا نحب المغامرة ولكن أختر نوع المغامرة التي أن فشلت فيها بإمكانك معاودة الكرة إلى أن تجتازها وليست المغامرة التي تفقدك كل شيء وتهدم آمالك .
فكم من مشاريع فاشلة لم يتم لها التخطيط مسبقا ولم تكن على قناعة مؤكدة قد اختفت , وكم من طالب أختار مجال دراسته بمجرد أن رأى بعض الطلاب تميل له فلم يكتب له التوفيق , وكم من زوجين أقترنا ببعض وبرغبة من ذويهم لم تستمر حياتهم . فهناك الكثير من الخبرات اليومية لم تستمر والسبب هو عدم وجود نضرة تأملية بعيدة المدى .
Abin Ali
