نكتة المواسم ؟!
أصبح الكثير من أبناء المجتمع المحيط بنا سواً من يتمتع بالأصالة الإحسائية أو من نزح إليها مؤخرا ليحسب على ذلك المجتمع من نسلها أو البعيد عنها وعن مجتمعها ولم يختلط ويخالط ذلك المجتمع ولا يعرف حتى موقعها على الخارطة الدولية أو الإقليمية بالتلذذ والاستمتاع ويغني على ليلى و بالاهتمام المبالغ به , أما بالسخرية الجادة على هذا المواطن المتمتع بالأصالة والجذور الممتدة إلى قدم الأجداد أو بنقل مالا يدركه من عبارات أو مصطلحات وبتداولها بشتى الوسائل وينسبها إلى المجتمع الأحسائي ليصنع منها مجتمع قابل للسخرية من خلال اللهجة الإحسائية !
فقد بات ثلة من المتجمع بترك شئون حياتهم وشئون المجتمع وما يهم مصلحته ومصلحة من حوله للتفرغ وأن يصبح فيلسوف عصره ويجتهد ربما بجدية بأن يؤلف قواميس لم يراها أو يقرأها ويسمعها مثقفي العصر وينسب شيء من لا شيء لهذه اللهجة حتى إذ ما قرأت أو سمعت بدأ من حوله بالضحك والسخرية وكأنه قد سمع نكتة الموسم وربما يحاول من التقليل ومن شأن المجتمع الإحسائي ويضعه من مصنفات المجتمع المتخلف والمجتمع الذي يصنع الطلاسم من لهجته !
ربما يخفى على البعض سبب تعدد بعض المصطلحات لهذه اللهجة وهو تعدد القرى المحيطة بها وأيضا اختلاف طفيف في بعض المناطق الأحسائية ولو تم التدقيق في بعض تلك الكلمات أو المصطلحات لوجد أنها فعلا ترجع إلى اللغة العربية الفصحى وهي أيضا لهجة لبعض المناطق والدول القريبة من هذه المنطقة مثل دول الخليج العربي , فلا نعلم لماذا يتم التدقيق على هذه اللهجة وجعلها حصرية على الإحسائيين واستثناء المناطق المجاورة !
أيضا نقول لكل مجتهد وفيلسوف حينما يقلد أو يحاكي أو يسخر من هذه اللهجة ومصطلحاتها , هل أطلعت على لهجة بعض المناطق الأخرى كالنجدية والحجازية ومناطق أهل الجنوب والشمال ؟ وأن قالت نعم فلا نعلم أيضا لماذا لا تكون فلسفتك ورسالتك ومؤلفاتك تتجه لهم ؟ ولماذا أيضا لا يطال بحثك العظيم لبعض الدول العربية كالشام والمغرب العربي !
نحن لا نجد أي عيب لهذه اللهجة والتحدث بها , فهي جزء من اللغة العربية شئنا أو أبينا ولكن العيب حينما أولا نتبرأ منها ونتصنع أو نتحدث بلهجات أخرى , والعيب الآخر حينما ننسب مصطلحات لا تنتسب لهذه اللهجة ونقول بأنها إحسائية لمجرد السخرية وبصورة مبالغ بها حين النطق أو مضاهاتها بترجمة للغة العربية الفصحى كما القواميس !
فلنتحدث عن أنفسنا وعن حضارتنا بالتعقل وحكمة لكي لا نصبح كالببغاوات نردد ما نسمع دون وعي واستيعاب أو نكون نكت الموسم , وننقل ما لدينا لأجل المعرفة لا لأجل الفكاهة والسخرية !
Abin Ali